أن تكتب الألم حروفا

رغم حلمه الطفولي يوما أن يصبح كاتبا , يحلق بقلمه فوق بلاد البسطاء , ينقش بالحروف أحلام الغلابة , يخلق بالسطور بسمة علي وجه مهموم , يحاول أن يشق طريقا للأمل في القلوب , يعزف بالكلمات لحنا لحياة حلم بها يوما ان تكون واقعا
لتكن كلماته فيها دفئا يحتمي بها من عذبته برودة الحياة وقسوة الزمن
لتكن كلماته فيها بردا يطفيء ظمأ من أحرقته نيران الذل والقهر
لتكن حروفه نغما يزيح هما ويطرب قلبا
لتكن نورا يضيء عقلا ويرسم غدا أفضل

ربما تشاركنا معه جمعيا نفس الحلم أو الأمنية , حلم كل منا أن يكن ذاك الفارس الملثم القادم من بلاد النور ,ليشهر سيفا في وجه الظلم ويمد يدا بالحب لكل البشر . كان حلمه وربما حلمنا مزيج من براءة الطفولة ونبل الأخلاق ونقاء الفطرة

وتتوالي السنوات ويتقدم بركب العمر يرافقه حلم الصغر تماما كما كان

بل ربما تغيّر قليلا
فلماذا يكون الفارس ملثما !!! فليكن معروفا للجميع
يشار له بالبنان , ينتظر الملايين كتاباته , تتصارع دور النشر من أجل روائعه وينال أعلي الجوائز والمراتب

بالفعل ... أبدا لم يتغيّر الحلم !! ربما تغيّر الفارس

..........................
ألتمس العذر لغيابي الطويل .. طبعا وحشتكم ولا إيه

مررت في الفترة الماضية بتجارب قاسية
بين فراق إنسان لم أعرف قدره إلا أمام قبره ... رحمه الله
وبين ندم علي حماقات جرحت قلب ملاك نبيل أكن له في قلبي وعقلي إحتراما وتقديرا
بين هذه التجربة وتلك وغيرهما لم تعد لي رغبة في التدوين , ولكني لا أعلم سر إشتياقي الليلة للفضفضة
أحسست بحنين لهذا العالم الذي لا أعرف فيه أحدا بشخصه

بل عرفت كل شخص بقلبه وعقله

ربما لا أريد ان اكن فارسا .. ملثما كان أو لم يكن

أريد فقط أن أكن مجرد إنسان

يكتب الألم تارة حروفا فيجد مردودا يزيح عنه

وينسج السعادة تارة سطورا فيجد مردودا يزيدها أضعافا في قلبه

وهذا ما وجدته هنا ... بينكم

أتمني أن يكن عودي أحمد ... كل عام وأنتم بخير