كلام مش لينا

قبل أن يغادر إلتفت لي صديقي وسألني
ممكن توصفلي نفسك؟
وضعني في حيرة
لم أعتاد قبلا علي سؤال من هذا القبيل
ممكن توصفلي نفسك؟
صف نفسك؟
من أنت؟
Give an acount about you.
لهذا لم أتسرع أن أجب وقتها
وغادر صديقي مبتسما مكتفيا بقراءة أفكاري
...
ربما أنه أدرك أن أكثر الأسئلة حيرة
أن تكتب بخطك وصفك..أن تقول وتعرّف نفسك
سؤال صعب
ستجد أغلبنا يتهرب منه
يكتفي بكلمات لا تعبر ولا تجيب عنه
أو ربما نحاول أن نلقي بالسؤال علي من حولنا
إوصفونا..شايفينا إزاي؟
إيه رأيكوا فينا؟
...
نقتنع في حياتنا بإقتناعات مزيفة
تداخلت في حياتنا كثوابت
أن من يتعاملون معنا رأيهم فينا صحيح
فنعتمد علي أرائهم
فنحن كما يقولون

وشخصيتنا تماما كما يروها فهم أدري

...
أو ربما التكنوشباب يعتمد علي مواقع النت
وأسئلة ساذجة عن مواقف تتخيل أن تحدث لك
لتجيب بطريقة تعاملك معها
ومنها ستكن نتيجتك وستعرف شخصيتك
...
السذاجة هي أن تصدق الأخرين لوصفك
ولا تعرف أنت نفسك وصفك
فمن أدري الناس بنفسك غيرك؟
من سيراها كما تراها
من الداخل..من العمق
لا أحد غيرك يدرك أبعاده وجوانبه
يدرك نفسه بخيره وشره
...
مشكلتنا
ليست في حكمنا الخاطيء علي أنفسنا
المشكلة الأكبر
في عدم محاولة وضع وصف محدد عنها
...
أتساءل هل يمكننا ذلك
أن نمسك بورقة وقلم ونكتب وصف لنا
هل سنكن حياديين
ولو بيننا وبين أنفسنا
وقبلها
هل ستأتينا الجرأة لنكسر الحاجز
ونري بوضوح

...
عن ثوابت أخري تحتاج تغيير
ومفاهيم ساذجة إقتنعنا بها وسلمنا لها
ستجد محمد عبد الغفاريحدثك عن
كلمة غائبة عن بالك ولن تسألها لنفسك أبدا
رغم أن مصائبنا غيابها

...
وسيرد
ذو النون المصري
ليحدثك عن نفسك التي غيبتها
لنتعلم بعد أخر للكلمة والمضمون
...
ونهاية
ستجد حلم بطيارتها الورق
تحاول أن تجعلك شجرة
نعم .. شجرة
يمكن أن تغير مفهومك

..

في بحر الحياة
ومازلنا نبحر