ومع كل شمس بنتولد

وقف ينظر للمكان كأنه الغريب
حائرا .. تائها .. لا يدري أهنا كان ينتمي أم أنه غير من كان
وقف بهيبته .. يحكي بصمته .. وكأنه ينتحب

***
أذابتني رياح صمته .. قتلتني كلمات عيناه
لن أتحمل يا صديقي .. ضاق بي الطريق
لن تنفعني كلماتك .. لن تنفعني شعاراتك أصبحت كلها الأن حمقاء
مات غدي قبل أن يولد
لا تقل لي غدا سيأتي بالزهور محملا .. خدعتك نفسك قبل أن تخدعني
تلك هي الحياة دوما .. تميت فينا الحياة

وتبقي هي في النهاية
هكذا قالت عيناه
وهكذا كانت حياته وقتها .. وقت أن توقفت به الحياة
للحق فعلا توقفت به الحياة
أجلسته الحياة في مدرستها ليتعلم فضيلة الخسارة والضياع
أجلسته ليتعلم طعم الحياة
لم أستطع وقتها أن أجيب أو أنصح
لم أستطع إلا الصمت

***
حتي الصمت لا يجدي .. فصمتي قتلني قبل أن يقتله
صمتي جرّ دموع عينيه
رأيته يبكي وكأنني لم أره يبكي من قبل

***
بالفعل لم يبكي قبلا
كان دوما شامخا صلبا كجبل
فقط يومها رأيت إنهيار الجبل

***
تركت المكان ... هاربا
هاربا من رؤيته يتهاوي
فلم يكن لي صديقا ولا مثلا بل كان لي فارسا
واحد من أؤلئك الذين يصنعون الحياة لمن حولهم
واحد من أؤلئك الذين ستجدهم يسبقونك دائما بخطوة
إن كنت قريبا من الله فستجده أقرب
إن كنت قريبا للقلوب حتما ستجده بداخلها
بكل بساطة كان من هؤلاء
صناع البهجة
...........
تفرقت بنا من بعدها الحياة
مرة أخري كما قالت عيناه
تلك هي الحياة دوما .. تميت فينا الحياة
وتبقي هي في النهاية
مازالت صورته الأخيرة في قلبي لم تمحي

***
قابلته بعد سنوات
وبعد سلام وعتاب وكلام
ساد الصمت مرة أخري

صمت غير صمته السابق .. فقط كان

صمت الرضي
يومها فقط أدركت كيف أعاد السعادة لقلبه

وإلي الأبد .. ومهما حدث ستبقي
حينها وجدت كلمات عيناه تحدثني ثانية
تلك هي الحياة .. يموت ألف أمس ويموت ألف غد
وفقط نبقي نحن للنهاية
أخيرا علمتني حياتي بأن نهاية يوم حزين .. فقط غروب شمس
لن يبقي من يومك السيء إلا ذكري ليوم خلفك

وغدا سيأتي ومعه سأولد من جديد

فمع كل شمس بنتولد
يا عزيزي كل ما كان كان ... ذهب في طيّ النسيان
إرضي بيومك وإبتسم ... تبتسم لك الحياة
.................
إبتسمت وأبتعدت بنظراتي عنه

***
من وحي قصة حقيقية مهداة لكل محب للحياة

تجربة تماحيك الجميلة

إدخل وإتمحك معاهم في فتافيت الحياة