أحلام فترة النقاهة

لا أعلم .. ربما أصبح الطريق الوحيد للشهرة .. ربما هي موضة الألفية الجديدة
لا أعلم .. ربما أصبح التهجم علي الإسلام حرفة وصنعة
هل من حقي أن أفخر أن ديني أصبح حديث العالم أجمع .. أصبح الجميع يلقي بدلوه
أصبحنا نسمع ونقرأ لهؤلاء وأؤلئك ومن هنا ومن هناك .. أراء قذرة في معتقداتنا
بقينا بالعربي الصفيح .. ملطشة ... مش بصراحة بقت حاجة تحيّر
...........
أيتها الحرية كم من الجرائم التي ترتكب بإسمك

ربما كانت هيلين رولاند تقرأ القادم من كتاب مفتوح
فالحاضر يؤكد أن الحرية - التي كان صاحبتنا تنادي بها وتتحسر علي من ضيعوا قيمتها - أصبحت مطيّة يركبها هواة الشهرة والمنظرة والغرض القذر بل وأصبحت حقلا خصبا لتصفية الأحقاد المكبوتة والأمراض النفساوية المتوارثة

فلا أجد من الحرية أن يتهجم علي رسولي صلوات الله وسلامه عليه ذاك المغفل رسام الكركاتير المغمور سابقا إلا بدافع الشهرة , ولا أجدها حرية أن يتهجم علي ديني ذاك الأحمق المذيع الأمريكي إلا بدافع مرض نفسي
ولا أجدها حرية للسياسي الهولندي أن يهاجم الكتاب الذي أؤمن به وينعته بألفاظ كوجهه إلا بدافع المنظرة والشو السياسي ... ولا أجدها .. ولا أبررها .. ولا .. ولا
أضيفوا عليهم العشرات والعشرات , مهما إختلفت الأسماء والمراكز فالهدف واحد والتعليق النهائي واحد
لا أبررها ولا أجدها حرية ... وبلا حرية بلا زفت دي قلة أدب
............
أعلم أنكم تحسون الأن مثلي بالملل .. فقد أصبحت الأحداث روتينا شبه أسبوعي
وهلكت تلك الموضوعات بحثا في مدونات وصحف ومرئيات .. وكان الجواب واحد .. دع الكلاب تعوي والقافلة تسير
لو كل كلب عوي ألقمته حجرا *** لأصبح الصخر مثقال بدينار
..........
أري أننا مازلنا نعوّل علي حوار الحضارات ما ليس بإستطاعته تحقيقه
أري أن هناك عقولا تحجرت لا تريد أن تفهم أو حتي تتحاور

أخشي أن صامويل هاتنجتون كان محقا .. تحول الحوار إلي صدام

أصبحت وصمة الإرهاب حصريا فكرة مسلمة

لا يريدون أن يفهموا أن الإرهاب الذي يتعللون به ويلصقونه بنا أصبح نكتة بايخة
وحجة إبن لادن وأتباعه وأفعالهم والإرهاب الإسلامي أصبحت هراء .. فلا يوجد دين يمثله فهم شخص خاطيء والقاصي قبل الداني يعلم أن الإسلام ينهي عن سفك دماء الأبرياء دون إعتبار لدين أو جنس أو عرق , فلا يمكن أن يكونوا حتي الأن يعتبرون الإسلام متمثلا في إبن لادن .. إلا إذا كان يعيشون علي المريخ

إنما هي كما ترون أحقاد وكره وعنصرية ومطيّة من أجل أغراض وأهداف

لنتفق أن حوار الحضارات ضرورة حتمية وأسلوب حضاري
ليس طبعا حوارا مع أمثال الحمقي المذكورين أعلاه ومن علي شاكلتهم

لقد أسمعت لو ناديت حيا ** ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت ** ولكن أنت تنفخ في رماد

الحوار يكون مع العقلاء .. مع من يريدون للعالم سلاما ورحمة ومساواة
مع من يقفون ضد الغباء والتعصب والتضليل والجهل .. من الطرفين
حوار بين إنسان وأخوه الإنسان غير قائم علي مبدأ أنا الأقوي وأنت الأضعف
حوار لا تشوبه خطب عصماء ولا أوراق عمل ولا كلام منمق ومؤتمرات
فقط ليكن حوارا عن .... مقاصد الأديان ..... يبني جسورا

يجنب العالم كوارث تخريج دفع جديدة من متطرفين ليس بإرادتهم

بل إرادة ضحاياهم .. جعلتهم إرهابيين إجبارا

أظن أنني مازلت أحلم .. بذلك العالم الملائكي للأسف

لكن قبل أن نذهب ونتحاور لنقف ونسأل أنفسنا سؤالا يلخص كل المأساة

لماذا لا يحترمنا الغرب ؟؟ ولماذا لا نقم بحوار أهم من حوار الحضارات؟؟

حوار إلي الداخل

وحتي لا يتحول البوست إلي معلقة ... للحديث بقية إن كان في العمر بقية ونجاني الله من برد القاهرة